كل انسان فينا أكيد يتمنى الجنة . و كما نعلم أن الأمانى وحدها لا تبلغنا ما نريده ولكن يجب أن يصاحب هذه الأمنيات العمل . و ياحبذا لو العمل الصالح يكون أفضل .
ففى نهاية الأمر سيوضع الشخص منا فى قبر لا يؤنسه فيه سوى عمله . فعندما يكون العمل صالح فنعم الأنيس
و إن كان لا قدر اللــــــه غير صالح فبئس الأنيس .
ولكن ليس كل عمل نقوم به سيحسب لنا إلا ما وضعنا له نية . حيث يكون خالصا لوجه اللـــــــــــــــه تعالى
لأن النبى صلى الله عليه وسلم علمنا فى معنى حديث له أنه لا أجر فى عمل ليس له نية
و شرط أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى حتى نؤجر عليها لأن الله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك به
كما أخبرنا فى الحديث القدسى((أنا أغنى الأغنياء عن الشرك. من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته
و شركه)) رواه مسلم . إن كان هذا الحديث يشير خاصة إلى الرياء و لكن من الممكن الاستفادة به فى
تحديد النية بل و تجديدها .
كل هذا مؤكد ليس بجديد عليكم أحبتى و لكنها مجرد تذكرة فقد قال تعالى
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
(55) سورة الذاريات
ولكن هل تعلموا الفرق بين النية و حظ النفس ؟
ونقيس على هذا المثل كل شئ نقوم به فى حياتنا اليومية من ( نوم , استيقاظ , أكل , شرب , مكالمة هاتفية ,..... الخ ))
إى و الله . فلو أنى وضعت نية صالحة قبل أن أهتف أمى مثلا لحسب لى عمل صالح . أما لو كلمتها لأنها
وحشتنى و لأنى أحبها فسيكون مجرد عمل لا أجر عليه . لذلك من الأفضل أن أحضر نيتى قبل هذه المكالمة
مثلا نية بر والدة .
و لو أن كل مسلم نوى قبل نومه أن يكون نومه هذا عمل صالح ليعينه على طاعة الله بعد صحوه لأجر عليه
إن شاء الله و سيكتب نومه هذا فى ميزان حسناته فسبحـــــــــــــــــــــان الله الذى لا يضيع أجر من أحسن
عملا من ذكر أو أنثى .
**ملحوظة هامــــــــــــــــــة
_ أكبر خطأ فادح نقع فيه أو يقع فيه أكثرنا هو أن نظل نربى أولادنا بالسنين
دون نية سبحااااااااااان الله عمل نقوم به بمشقة و ألم و تعب و كد و سهر .
من منا لم يلاقى الشقاء و التعب فى تربية أولاده . فتخيلوا لو أن كل هذه السنين بلا نية
ويكون مجرد حظ نفس .... ستكون أضغاث أعمال .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى .فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله . و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )) حديث صحيح . رواه البخارى و مسلم
و النية كما نعلم جميعا محلها القلب و لا يشترط التلفظ بها .
جعلنا الله و إياكم من يحسنون النوايا و يتبعونها بالأعمال الصالحة و ممن يتقبل الله أعمالهم و يؤجرهم عليها
فى الدنيا و الآخرة إنه ولى ذلك و القادر عليه
(( ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ))
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته